وفق منهج الدعاية السوداء الذي انتهجته جوقة حماس الإعلامية وأشياعها من الفاسدين في حركة فتح، للنيل من مصداقية ووجاهة القيادة الوطنية الفلسطينية، وعلى رأسها الأخ المناضل محمد دحلان، وقعت على نص ملفت نشر في غير موقع، أبرزها ولا شك شبكة فلسطين للحوار.
عنوان النص: دحلان حبيب اسرائيل -رواية رئيس المخابرات الاسرائيلية يعقوب بيرى
جاء النص على شبكة فلسطين للحوار في العام 2006على الرابط:
http://www.paldf.net/forum/showthread.php?t=66097وحقيقة أن هذا النص جاء استكمالا لنص سبق طرحه في الملتقى الفتحاوي في العام 2004 على الرابط
http://fatehforums.com/showthread.php?t=3316 وكأن ثمة اتفاقا في الأهداف بين فريق بعينه داخل فتح مع خط حماس القاضي بتشويه هذا القائد الوطني لحساب مصالح أشخاص ومجموعات ترى فيه تهديدا لها.
فحوى النص: أقتطف منه هذا المقتطف " في كتابه المنشور، مهنتي كرجل مخابرات، روي يعقوب بيري رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية السابق أنه عقب اتفاق أوسلو دخل علي رابين فوجده مهموماً.. فسأله بيري عن سبب قلقه.؟؟
فقال له رابين: أنا لست مرتاحا لاتفاق أوسلو.. والمقصود الخوف من سيطرة عناصر من المقاومة علي أراضي السلطة الفلسطينية وبالتالي تنفيذ هجمات داخل إسرائيل.
فقال له بيري الحل: لنقنع عرفات بأن يأتي محمد دحلان وجبريل الرجوب أحدهما مسئولاًُ عن جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني في قطاع غزة والآخر في الضفة الغربية..وقد كان..وقر رابين عيناً.!! "
إستوقفني فجاجة النص وخطورة ما يتضمنه من مزاعم.
أثار الأمر فضولي، فبحثت عن الكتاب "مهنتي كرجل مخابرات" ليعقوب وحصلت على النسخة المترجمة إلى العربية التي قامت بنشرتها دار الجيل بعمان عام 2001.
استطلعت الكتاب بشغف شديد عسى أن أجد ما ورد في النص المذكور أعلاه من مزاعم خطيرة.
الخطير في الأمر أن ما من أثر لما قاله الآثم الذي كتب النص في شبكة الإثم المنسوبة إلى فلسطين زورا.
والأخطر أنني وجدت نفسي أمام كتاب لا يعتمد النهج القصصي، بمعنى أنه لا يسجل حكايات من نمط ما ذكر، وأكاد أجزم أنه خلا تماما من أي أحاديث عن أي رواية عن تجارب أمنية محددة أو سرد لأسماء من عملاء للمخابرات الإسرائيلية، من الفلسطينيين أوغيرهم. بل على العكس تماما يتحدث فيه الرجل عن تجربته الشخصية في العمل في المخابرات الإسرائيلية.
أما قصة بيري ورابين والأربعين حرامي فلم أجد في الكتاب أي ذكر لها، أو لأي رواية مشابهة ولو بأشخاص آخرين.
استوقفتني جرأة من ارتكب هذا النص على الحقيقة، متساءلا لماذا؟
لم أجد جوابا إلا الحقيقة القذرة لهؤلاء بتدنيس كل شيء في الشأن الوطني الفلسطيني، تلك الطبيعة التي تجد جذورها في البنيان النفسي والفكري لحركة الإخوان المسلمين، الأم الشرعية لحركة حماس في فلسطين.
واستوقفني أولئك الرهط متعاطي تصفح مواقع جوقة حماس الإعلامية ويتعاطون ما تبثه من أكاذيب وتلفيقات وكأنها الحقيقة الأكيدة، ألم يتبرع أحدهم ليبحث عن الكتاب المذكور ويتحقق من ما أوردته هذه المواقع القذرة، ولو من باب الاستزادة في قصد الحقيقة، وليس التقصي عن حقيقة ما ورد في هذه المواقع؟.
بعد كل هذا انتابني إحساس بالرغبة بالبصق على من كتب ومن نشر هكذا نصوص، حتى لو نسب نفسه إلى بني وطني الفلسطيني. فلقد وجدت نفسي مضطرا للقول "صدق بيري وكذبت شبكة فلسطين للحوار... آسف المنسوبة إلى فلسطين زورا وبهتانا"