صـبآح يــتـنفـس من رحـيق إحــسآسـكم
مـن نـشـوة أرواحـكـم
من حفــيـف أمســياتــكم
مســــــــــــــــــاء تـســكنه أمـواج مزاجـــكم..
\
/
كلما امتد بنا العمر كلما اتسع شريط ذكرياتنا وكلما اتسع هذا الشريط اضفنا له المزيد
الذكريات
لحظات سابقة عشناها قد نكون مدركين او غير مدركين لها لكنها مخزونة لدينا متى استنفرناها حضرت قد تتاخر علينا بالحضور وقد تاتينا مسرعة قد تكون مؤلمة ومريرة وقد تكون جميلة قد نكون مواقف غير واعين لها حين حدثت فتضحكنا وقد تجعلنا نسخر من انفسنا كيف فاتنا ادراكها في حينها .
من منا لاتقفز الى مخيلته في اليوم عشرات الذكريات لأحداث مضت.. السعيدة منها والحزينة ..
قد تثيرها كلمة ما أو مشهد ما أو حدث معين ..
ومن البديهي أن ذكريات الانسان تزداد كلما تقدم به العمر .. فمن جهة تكثر الأحداث التي مر بها ..
ومن جهة أخرى يزداد التفاته الى الوراء ..
بعد أن تمر المرحلة التي لاينظر فيها الا للأمام ..
وفي أواخر حياته عندما يتقاعد عن كل شيء لا يتبقى له الا بحر الذكريات يغوص فيه معظم وقته ..
وكم نسمع عن أشخاص مصطلح( اعتزل الدنيا وعاش وسط ذكرياته) ...
واذا تحدثنا بلغة الرياضيات يمكننا تمثيل العمر بقطعة مستقيمة والذكريات نقطة تتحرك على هذه القطعة .. ففي نقطة البداية وهي لحظة ولادة الانسان يكون العمر 100% بينما الذكريات0 وكلما تحركت النقطة للأمام تنقص فترة العمر وتزداد مسافة الذكريات حتى تصل النقطة الى اخر القطعة المستقيمة معلنة انتهاء الحياة
وبقاء شريط من الذكريات _بفرض سارت الحياة بالوضع الطبيعي
فـ هل ياترى الذكريات نعمة تؤنس الانسان في لحظات وحدته.. تخطفه من عالمه وتهيم به في عوالم خلت ..أم أنها نقمة تنذره بعدد السنين التي انتهت من عمره ...