عندما تسقط من عين نفسك
سقوط لا يشعر به الا القليلون .. لا يسمعه كل من حولك
و لا يدري به احد . حتى من تعتقد انهم بعيشون بداخلك
تجد صوته يتردد بدلخلك . و صداه يهز اعماقك
و يشعرك دائما بتمزيق اوصالك .. هذا هو سقوطك انت من عين نفسك
عندما تقلل من ذاتك و تزدريها .. و لا تكن لهذه الذات اي احترام و تقدير
مما يزيد مرارة هذا الشعور . ان تجد من حولك يخبرونك
انك انت الأفضل بين الجميع . و ترى كل من حولك يحسن الظن بك
تود ساعتها ان تصرخ بنفس درجة تردد صداه داخلك
و يدوي صوتك يهز الآفاق . لتخبر الجميع
لست انا الذي تتحدثون عنه
ذلك لأنك سقطت من عين نفسك ..
عندما تنظر لمرآتك .. تحاول الغوص في اعماقك . تبحث و تبحث
لعلك تجد هذا الذي يتحدثون عنه
الذي يراه الجميع جميلا و يحسبونه على خير
فتجد نفسك وحيدا . غارقا وسط عيوبك انت . و ذكريات مريرة
عشتها من قبل لا يعلمها الا الله ..لكنهم يبقون يعددون ميزاتك
و يفتخرون بمجرد تواصلهم معك . و انهم لم يعرفوا احدا مثلك
فتصرخ في نفسك بصوت لا يسمعه الا انت
وودت لو علا صوتك و اسمع الجميع
انا لست ذاك الشخص الذي يحبه الجميع .. انا لا اساوي شيئا
فتجد ان من حولك لا يرى و لا يحب فيك الا ستر الله عليك
و لكن اذا ما عرفوك من داخلك على حقيقتك
فلن تحد احدهم الى جوارك يوما . الا من احبك رغم عيوبك
تنكمش في داخلك . تصمت . و لا تقوى حتى على التعبير
عن امتنانك لما يقولون عنك . و تنصت لهم . تستمع الى انين قلبك
الذي اشفق عليك . تشعر بأشلائك المبعثرة وهي تلتئم
و ينضم قلبك اليها . يحتضنها . و يخبرها انه ما زال هناك امل
ما زال هناك جهة يمكن التطلع اليها . فلا تجد الا السماء
يمتد بصرك اليها .
ترفع يديك و تدعو الله ان يهدي نفسك . و يرحم قلبك
و يحعل ظاهرك مثل باطنك . و تقول بحرقة
اللهم اجعلني خيرا مما يظنون . و اغفر لي ما لا يعلمون