بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي تفضل علي بنعمة الإسلام
الحمد لله الذي تفضل علي بنعمة اللسان
النظر ...
السمع ...
العقل ..
القلب
و القلم
أسأله عز وجل أن يقدرني على الشكر الذي يرضيه على نعمه الجليلة
و أن يتوجها بأجل نعم الدنيا بعد الإيمان وهي الإخلاص لوجهه
و أن يقصيني من حظوظ نفسي التائهة الأمارة .
و أصلي و أسلم على نبيه محمد خاتم الأنبياء و المرسلين و على آله وصحبه أجمعين
.. خرجت بها في درب التأمل و التدبر الذي أمرنا بهما ربي
تدبر بأيات الله سبحانه وتعالى و تأمل بما قرأت في القرآن و الأحاديث و سمعت من المشايخ
و الصالحين و من معلمي " والدي " حفظه الله .
و كما ذكرت هي خواطر أحببت أن أشارككم اياها ..
ويبقى باب النقاش حولها مفتوح بل يسعدني مناقشتها معكم
وثقوا أن مداخلاتكم ستدخل دائرة التأمل والتدبر عسى أن تعم الفائدة
و ستضيف لي بكل تأكيد .
__________________________________________
لماذا يران على قلوبنا ؟
كلنا نعلم أن انسانيتنا نحن بني آدم تحققت بسرين اثنين :
أولهما هذا العقل المدرك الذي يعي الأشياء ويحاول أن يبلغ أسرارها
ثانيهما ذلك الوعاء الذي هو مجمع العواطف في حياتك به تتحقق
الكراهية والحب وبه تستشعر الخوف والتعظيم ..
اذن فلنطرح السؤال التالي : عندما يمارس أحدنا أعماله و نشاطاته المتنوعة
أفيستجيب في ذلك لدوافع عقله الذي به يدرك ويعلم
أم لدوافعه القلبية التي بها يكره و يحب ويعظم ويثور و يغضب ؟
يقول علماء النفس :أن اعمال أكثر الناس و سلوكهم دوافعها قلبية بنسبة 70%
اما الدوافع الفكرية فتساوي 30% منها .
وقد علم الناس ذلك منذ القدم و علموا خطر تحكم العواطف بالعقل فعالجوا ذلك بالتربية
والتربية بالمفهوم النفسي تعني اعتماد الوسائل التي تخضع العاطفة للعقل ..
والآن لنترك الفلسفة والتعريفات بعد أن عرفنا بأن
القلب هو القائد و العقل هو مجرد مصباح يضيء
والآن ... لماذا يران على قلوبنا ؟؟؟
دعونا نشبه القلب بالمرآة الذي تنعكس عليها مشاعر الإنسان و أحاسيسه ..
أرأيتم المرآة اذ وجهناها الى بئر مظلمة يغذو سطحها أسوداً مظلماً
واذا وجهناها الى الشمس الساطعة كيف تتلألأ كضياء الشمس
واذا وجهناها الى حديقة عكست الخضرة والأزهار و الورود
فتتحول الى لوحة كاملة تعكس الصورة ذاتها وكذلك القلب
ما هو الا مرآة تنعكس عليه صور أحوالنا ..
فإذا كنا متجهين دوما نحو الدنيا التي تتمثل بالريالات و الأسهم والعقار
والمتع و اللهو والمجد والشهرة والعائلة والأولاد و الزعامة ....الخ
فلا بد ينطبع كل هذا على مرايا القلوب
و لابد لتلك العواطف أن تتحول الى جنود مجنده لقلوبنا
و اذا أقبل العقل يستأذن قلوبنا ليغرس فيه شتلاً أو نواة هداية
يبحث ... ثم يبحث فلا يجد فراغاً فيه لهذا الغرس ! ...
يتجه العقل ليبلغ القلب رساله الله تعالى التي يقول له فيها :
{ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق و لا
يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم } 57/ الحديد
ولكن القلب لا يجد مجالاً لأي استجابة أو خشوع
لأن صور الدنيا استعمرته وهيمنت عليه
و تزايدت من ذلك كله النكت السوداء عليه كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم
الى أن يعم هذا السواد القلب كله وهو ( الران ) الذي قال الله تعالى عنه
{كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون } 83 / المطففين
ولكن مالعلاج الذي يعيننا على التخلص من الغفلة
السبب الرئيسي في انتشار الران ؟
كلنا نعرف الجواب
_ التوبة _
يجب أن نتغلب على هفواتنا و معاصينا بالإبتعاد والتطهر منها
ليس المطلوب عصمة الأنبياء
بل عصمة الضعفاء أمثالنا عندما نخطيء نستغفر بإخلاص و نعزم على أن لا نعود
والتائب من الذنب كم لا ذنب له
أنا ضعيف و كلنا ضعفاء وكلنا نطلب رضى الله وتوفيقه و هدايته
ربي اجعلنا ممن قلت عنهم سبحانك مجيباعلى توعد الشيطان بإغوائه عباد الله أجمعين
بدفعهم الى المعاصي والفواحش :
{ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين }